ساعدي طفلك على إدراك تأثير المشاهد السلبي على التنمّر.
لا يطال التنمّر الأشخاص المعنيين بشكل مباشر فحسب. قد لا يكون طفلك شخصاً متنمّراً بحدّ ذاته، لكنّه "المشاهد"، أي أنّه الشخص الذي لا يقوم بأي رد فعل حتى ولو رأى أحدهم يتعرّض للمعاكَسة أو التنمّر. وقد يفكر أيضاً أنّ الالتزام بالصمت هو الحل الصحيح، لذا من الضروري إرشاد طفلك ليدرك أنّه من خلال مواجهته للمتنمّر بدلاً من المشاهدة يمكنه الحد من هذه التصرّفات الجارحة.
في مواقف عديدة، يُعد المشاهد الشخص الذي "يسمح" بحدوث التنمّر. وقد تشمل تصرّفاته ما يلي:
- المشاركة، أو المعاكَسة، أو الضحك على موقف يدرك تماماً أنّه غير ملائم.
- عدم اتخاذ موقف أو الرد عندما يشهد على حدوث التنمّر.
- تجاهل الضحية أثناء حدوث التنمّر أو بعده، وعدم تقديم المساندة.
- عدم طلب المساعدة من معلّم أو راشد عند الحاجة.
لمَ يصبح الناس من المشاهدين في حالات التنمّر؟
قد يخاف المشاهد أن يصبح الضحية التالية. في حال تعرّض أحدهم للتنمّر بسبب مظهره الخارجي، قد يشعر طفلك بالخوف من مواجهة المتنمّر لئلا يتعرّض بدوره للمعاكَسة.
وقد يكون المشاهد أيضاً غير مستعد للرد لأنه يجهل ما عليه فعله لمصلحة الجميع. اشرحي لابنك، أو ابنتك، أنّ المشاهد قد يصبح ضحية غير مباشرة للتنمّر، فالأشخاص الذين يلزمون الصمت يسمحون لأنفسهم بالخضوع للمتنمّر. أمّا إذا عززوا ثقتهم بنفسهم لمواجهة التنمّر، فغالباً ما سيؤدي ذلك إلى انسحاب المتنمّر. والأهم أيضاً، أنّ هذه المبادرة ستساعد "الأشخاص غير المتنمّرين" على الانضمام إليهم في مواجهة المتنمّر.
طرق مفيدة للمشاهد للحد من التنمّر
ساعدي طفلك على إدراك أنّ أفعاله قادرة على إحداث فرق كبير، بحيث يمكنه الحد من التنمّر، أو منع حدوثه على الإطلاق. تُعد مواجهة المتنمّر خطوة صعبة، لذا لا تستخفّي بها. كما أنّ التخلّي عن دور المشاهد ليس سهلاً أيضاً، فهو يتطلّب الشجاعة والتقدير العالي للذات.
تشير الدكتورة نانسي إتكوف، مساعدة بروفيسور سريري في جامعة هارفرد، قائلة: "إنّ الشهادة على التنمّر ستشعر ابنك، أو ابنتك، بعدم الراحة والأمان. لذا اسأليه: هل سيسمح صديقك الحقيقي بأن تشعر بهذه الطريقة؟»
ألف طريقة وطريقة للحد من التنمّر
تناقشي مع طفلك الطرق العديدة التي قد يعتمدها ليحد من التنمّر. تقول إتكوف: "أحياناً يمكنك التدخل على الفور علماً أنّ الأمر يتطلّب الكثير من الشجاعة. ولكن من الممكن أيضاً التدخل بعد حالة التنمّر، وذلك عبر التحدّث مباشرة مع الضحية أو المتنمّر، أو حتى مع أحد الأهل أو المعلّمين عمّا شهدت عليه."
بالنسبة إلى الشباب، مجرد التفكير في أن لهم تأثيراً في هذه الحالة، وقدرة على تحسينها، هي رسالة تمكّنهم وتمنحهم القوّة. كما أنها قد تساعدهم على تطوير ثقتهم بنفسهم، وتكون لهم من دروس الحياة التي لن ينسوها أبداً.