أساليب التنمّر الاجتماعي: استبعاد الأقران
تشرح الخبيرة في علم الأعصاب الوجداني، والاختصاصية في علم النفس، الدكتورة نانسي إتكوف: "قد يتخذ التنمّر على الفتى شكل الاعتداء أو الضرب. أما التنمّر على الفتاة، فيتمّ بشكل متخفٍّ أكثر، فيطال السمعة، بحيث تُصبح الضحية مستبعدة أو مستثناة من المجموعة.»
هذا محبط للغاية، لكنه فعال جداً بالنسبة إلى المتنمّر، فالعلاقات الاجتماعية في عالم الشباب مهمة أكثر من أي موضوع آخر. تسعى أي شابة بطبيعتها للتواصل مع الآخرين، وأي شيء قد يمنع أو يهدد حدوث ذلك يُعد صدمة كبيرة بالنسبة إليها.
في حال استبعد متنمّر أو بعض المتنمّرين ابنتك من مجموعتها، فسيؤثر ذلك على كل شيء في حياتها. قد يكون الأمر مبالغ فيه بالنسبة إليك، لكن كل ما ترغب فيه ابنتك هو أن تكون فرداً من شلّة الأصدقاء، لأنها تعتقد أنّهم محور عالمها وأنّهم الأشخاص الذين يستحقون أن تعيش لأجلهم.
التنمّر على الفتيات يطال المظهر الخارجي بشكل خاص
يقلق الشباب كثيراً حول التكيّف في مجموعة ما، لذا فإنّ تنمّر الفتيات على المظهر الخارجي لا يثير الدهشة، خصوصاً على المظهر الخارجي "المختلف". وبحسب إحدى الدراسات التي أجريت في المملكة المتحدة، يتعرّض 56% من الفتيات للتنمّر بسبب الوزن الزائد، أو شكل الجسم، أو الطول، أو لون الشعر.
وبما أنّ الفتيات يهتممن كثيراً لأمر التكيّف في مجموعتهنّ الاجتماعية، فقد يؤذيهنّ فعلاً التعرّض للتنمّر حول مظهرهنّ الخارجي. وأثبتت البحوث أنّ تعرّض الفتيات للتنمّر، حتى بشكل غير متكرر، يزيد خطر إصابتهنّ بالاكتئاب، إنّما يزيد ذلك لدى الفتيان عندما يتعرّضون للتنمّر بصورة متكررة فحسب. كما أثبتت البحوث أنّ الفتيات اللواتي يتعرّضن للتنمّر هنّ أكثر عرضة لتعاطي المخدرات.
وفي بعض الاستنتاجات المحزنة أيضاً، أشارت البحوث في المملكة المتحدة أنّه يصعب على الفتيات اللواتي يتعرّضن للتنمّر أن يتلقّين المدح والإطراء ويصدّقنه، خصوصاً إذا كان متعلقاً بمظهرهنّ الخارجي. فالوقوع ضحية التنمّر أمر محبط للغاية لدى الفتيات، ويؤثر على تقديرهنّ لذاتهنّ.
من الضروري جداً أن تكونوا على علم بما يحدث في حياة ابنتكم. كيف تتطور صداقاتها؟ هل تتصرّف ابنتكم بلطف مع الآخرين، وهل تتلقّى المعاملة التي تستحقّها؟
صديق "ودود" أو صديق "لدود"؟ رصد علامات التنمّر
الصديق "اللدود" هي عبارة مستخدمة لتعريف الشخص الذي يدّعي أنّه صديق ودود، في حين يعمل على إضعاف تقدير الذات والثقة الإيجابية في الجسم لدى الآخرين. وغالباً ما يكون ذلك نتيجة ضعف ثقته بنفسه. قد يحتاج الأمر لبعض الوقت لإدراك أنّ الفتاة التي تتظاهر بأنّها صديقة ودودة هي في الواقع عكس ذلك، لا بل هي شخص متنمّر بطريقة غير مباشرة.
تحدّثي مع ابنتك عن الأصدقاء اللدودين. ساعديها على توخي حذرها من "الصديقة" التي:
- تقارن نفسها بها بشكل متواصل، أو تتنافس معها على الدوام.
- تمزج المدح والسخرية معاً.
- تثرثر عنها في غيابها ومن دون علمها.
- تلغي مشاريع متفق عليها مسبقاً عندما تجد مشروعاً أفضل تقوم به.