ضغوط الأقران: ساعدي طفلك على التصرّف على طبيعته
في مرحلة المراهقة، ربما يرغب طفلك في تفادي البروز أو التميّز، ولا داعي ليكون مجبراً على القيام بتصرفات لا تشبهه. استخدمي قائمتنا المرجعية لتساعدي طفلك على مقاومة ضغوط الأقران، وعلى التصرّف على طبيعته.
ضغوط الأقران في مرحلة المراهقة
إذا تواجدت في موقف لا تعرف فيه أحداً، فقد تشعر بالخوف والهيبة حتى لو كنت راشداً. وفي مواقف مماثلة، تنشأ الصراعات الداخلية لدى الشباب؛ من جهة يريدون بشدة الانخراط والتكيف في المجتمع، ويحاولون من جهة أخرى إبراز صفاتهم الاستثنائية، والتعبير عن أسلوبهم الشخصي.
تقول الأم جيل: "برأيي ضغوط الأقران حول المظاهر الخارجية والملابس تسيطر في مدرسة كريستي. فمنذ بدأت مرحلة سن البلوغ ومرحلة المدرسة الثانوية، لاحظت أنها تقلق كثيراً حول مظهرها الخارجي، وأظنّ أنّ السبب هو سعيها لتبدو ’مثل صديقاتها تماماً‘."
الشباب يميلون للحكم على المظاهر الخارجية
تقول المدربة في موضوع تقدير الذات، الدكتورة كوزينو: "لنكن واقعيين، ما إن تدخل الفتيات إلى قاعة ما حتى تبدأ الواحدة بتفحّص مظهر الأخرى. وفي هذه المرحلة، تبدأ ابنتك بملاحظة سمات أقرانها العاطفية والجسدية المختلفة، فتقارن نفسها بأصدقائها، وتصنّف هذه السمات على أساس المرغوب وغير المرغوب فيه. وتقترن هذه الحالة بما تنشره وسائل الإعلام، والمجلات، والأفلام. وفجأة، تزداد بالنسبة إليها قيمة نوع معيّن من المظاهر والشخصيات.»
يظهر هذا النوع من المقارنات في حالات مثل ارتياد مدرسة جديدة، أو الانضمام إلى فريق جديد، بحيث يبدأ الشباب ملاحظة مظاهر خارجية، ومصطلحات، وسلوكيات اجتماعية مختلفة.
وقد تؤدي هذه المواقف أيضاً إلى تغيرات كبيرة في حياة الشباب على صعيد نظرتهم إلى أجسامهم ومظهرهم الخارجي، في الوقت الذي يكافحون فيه لتحديد موقعهم في مجموعتهم.
كيف يؤثر ضغوط الأقران على ثقتهم بنفسهم؟
تذكّري أنّ هذه التجارب مهمة لطفلك، وعليه خوضها بمفرده ليتمكن من اكتشاف ذاته، وتحديد الأمور المهمة بالنسبة إليه، فهي جزء من مرحلة نموه.
ولكن قد تكون هذه من أكثر المراحل دقة بالنسبة إلى ثقة الشباب بنفسهم، إذ يسعون فيها لإيجاد مكانتهم في المجتمع الذي يحيط بهم. ومن المحتمل أن يحسد ابنك، أو ابنتك الآخرين، أو يكون موضع حسد بذاته لأقرانه.
ساعدي طفلك ليثق بنفسه
كيف يمكنك مساعدة طفلك على تخطّي هذه المرحلة الدقيقة، وتقدير ميزاته الفردية، والحفاظ على ثقته بنفسه؟ لقد أضفنا بعض الاقتراحات العملية إلى قائمتنا المرجعية. ونريد بشكل أساسي أن نساعدهم ليفهموا أنهم ليسوا ملزمين على التخلّي عن ميزاتهم الفريدة لمجرّد التكيّف مع الآخرين.
يمر الشباب بمرحلة معينة يشكّل فيها التكيّف مع الآخرين أهمية كبرى بالنسبة إليهم. وفيما ينمون وينضجون، تتبدّل نظرتهم، وينتقلون إلى مرحلة يطورون فيها اهتماماتهم، ومواهبهم، وأسلوبهم الخاص. ومع مرور الوقت، وبفضل دعمك لهم، سيتمكنون من غربلة أصدقائهم بين الصالح والطالح.
وعندما تساعدين طفلك، على تحديد ما يميزه عن غيره، وعن دوره في الصداقات، تمنحينه الثقة ليتصرّف على طبيعته، وترشدينه ليدرك ويقدّر السمات التي تميّز الآخرين.
لغرض الخصوصية، غيّرنا أسماء الأشخاص الذين نشارك قصصهم على هذه الصفحات، لكن كل القصص حقيقية.
ذكّري طفلك بمدى ذكائه
عززي تقديره لذاته عبر مدح خصائص محددة يتميّز بها. ركّزي على أفعاله، ومهاراته، وشخصيته بدلاً من مدح جماله الخارجي فقط.
ساعديه على اختيار مجموعة أصدقاء داعمين
تحدّثي مع طفلك عن الميزات التي يتحلّى بها الصديق الصالح. هل الصديق العظيم هو الذي يرتدي ملابس تطابق ملابسك أم الذي يصغي إلى الآخرين ويراعي مشاعرهم؟ أيهما أهم؟ ساعديه على تحديد السمات والخصائص الشخصية التي يحترمها ويقدرها لدى الآخرين.
تحدثي معه عن دوره في مجموعة أصدقائه
قد يكون طفلك الشخص الذي يصغي إلى الآخرين، أو يرفع معنوياتهم، أو يساعدهم على الانخراط والتكيّف.
قدّري الاختلافات في مجموعة أقرانه
امدحي الجوانب الفريدة الخاصة بمظهر طفلك وأصدقائه، ولكن ركّزي أكثر على شخصياتهم الجميلة.
عرّفيه بأشخاص يستحقون أن يحذو حذوهم
تحدّثي مع طفلك عن أشخاص في عائلتك، أو في المجتمع، أو من المشاهير، يتمتعون بميزات فريدة. اذكري أشخاصاً يُعدون قدوة في مجال التعاطف، والتعاون، وتجاوز الصعوبات، والقيادة. كوني الشخص الذي يطمح طفلك ليشبهه عندما يكبر.